في عمر الـ81، ديانا روس تخبرنا أخيرًا بالحقيقة عن مايكل جاكسون

لوس أنجلوس، كاليفورنيا – لعقود، كانت علاقة ديانا روس ومايكل جاكسون موضوعًا لاهتمامٍ وتكهناتٍ وشائعاتٍ لا تنتهي. منذ اللحظة التي التقى فيها مايكل، البالغ من العمر تسع سنوات، بملكة موتاون، بدا أن علاقتهما تتجاوز ديناميكية العلاقة التقليدية بين المرشد والتلميذ. والآن، في الحادية والثمانين من عمرها، كسرت ديانا روس صمتها أخيرًا، مقدمةً للعالم لمحةً نادرةً عن أكبر سرٍّ خفيّ على الإطلاق، والحقيقة أكثر تعقيدًا وإزعاجًا وعمقًا إنسانيًا مما يمكن أن ينقله أي عنوانٍ رئيسيٍّ في الصحف الشعبية.
اللقاء الأول: رابطة نشأت في ظلال موتاون
بدأت القصة عام ١٩٦٨، خلف كواليس حفل موتاون. كان مايكل جاكسون، الذي كان آنذاك طفلاً متوتراً مع فرقة جاكسون ٥، يقف ممسكاً بأيدي شقيقيه، غارقاً في بحر من الكبار. اقتربت منه ديانا روس، التي كانت أسطورة آنذاك، وركعت عليه، ونادته بـ”حبيبي”. تلك اللحظة، بحسب مقربين منهما، أشعلت شرارة علاقة شكّلت مسار حياة مايكل ومسيرته الفنية.
يتذكر مصدر من موتاون: “كانت تنظر إليه بطريقة مختلفة. ليس كطفل نجم يُستغل، بل كروح بحاجة إلى اللطف”.
أصبحت روس أكثر من مجرد مرشدة. كانت، على حد تعبير مايكل نفسه، “أمًا وأختًا وحبيبة في آن واحد”. رافقهما غموض هذا القول لعقود، مما أثار تكهنات بأنه لن يؤكدها أو ينفيها.

التعليم الصامت في النجومية
في عام ١٩٧١، عندما أطلقت ديانا روس أول برنامج تلفزيوني خاص لها، “ديانا!”، أصرت على عرض فرقة جاكسون ٥. كانت روس هي من علّمت مايكل كيفية استخدام الكاميرا، والابتسام في اللحظة المناسبة، وتهدئة أعصابه أمام الجمهور. منحته الإذن بالتألق، ليس بالقوة، بل بالتشجيع اللطيف.
يقول توني تيرنر، مدير الدعاية السابق لشركة موتاون: “لم ينس ذلك قط. كانت ملاذه الآمن وملجأه الآمن”.
ومع ذلك، لم تُحدد علاقتهما رسميًا قط. كانت حدود السن والمكانة الاجتماعية والعرق مفهومة، لكن لم يُناقشا قط. كانا يتحركان في فلكهما الخاص، لكنهما احتفظا دائمًا بمكانة خاصة في قلبيهما.
العبقري: نقطة تحول خاصة
شهد صيف عام ١٩٧٨ فصلاً جديداً. تألق مايكل وديانا معاً في فيلم “الساحر”، وهو إعادة سرد قاتمة لفيلم “ساحر أوز”. ولأول مرة، لم يتشاركا موقع التصوير فحسب، بل أيضاً شقة، مما أثار ثرثرة هادئة بين فريق العمل.
يقول مساعد إنتاج: “لم يُفصح أحد عمّا حدث، لكنّ الحميمية كانت جلية”.
فشل الفيلم في شباك التذاكر، لكن بالنسبة لمايكل، كان ذلك نصرًا شخصيًا. وصف لاحقًا تلك الأسابيع بأنها المرة الأولى التي شعر فيها بأنه مرئي حقًا. قال في مقابلة نادرة: “لقد منحتني مساحة لأكون على طبيعتي. إنها ليست النجمة، وليست المنتج، إنها مجرد مايكل”.

حب بلا اسم، وألم غير معلن
في عام ١٩٨٢، أجرى مايكل جاكسون مقابلة مع مجلة إيبوني. آنذاك، كان في أوج شهرته. وعندما سُئل عن روس، لم يكن مخطئًا: “إنها ديانا روس. أحبها”. تحدث عن رغبته في الزواج منها، عن حبٍّ تحدى التوقعات والأعراف.
لم يأخذه الكثيرون على محمل الجد. يُعتبر فارق السن، الذي يقارب العشرين عامًا، هائلاً. لكن تصريح مايكل لم يكن صادمًا. يقول كاتب السيرة الذاتية ج. راندي تارابوريلي: “كان عليه أن يقول ذلك. كان أشجع ما فعله في حياته”.
عندما تزوجت ديانا من رجل الأعمال النرويجي آرني نيس جونيور في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لم يحضر مايكل حفل الزفاف. انسحب من الحياة العامة، رافضًا الخوض في تفاصيل اسمه. قال لأحد المقربين: “أحببتها، وسأظل أحبها دائمًا”. يقول من عرفوه جيدًا إنها كانت المرة الوحيدة التي رأوا فيها ملك البوب حزينًا حقًا.
الأغاني ككلمات سرية
أصبحت موسيقى مايكل، الغنية دائمًا بالمعاني، لوحةً لمشاعره الضمنية. وُصفت أغنية “Dirty Diana”، الصادرة عام ١٩٨٧، رسميًا بأنها مناسبة لعشاق الموسيقى. لكن توقيت إصدارها، يوم زفاف روس، أثار الدهشة. زعم شقيقه جيرمين جاكسون لاحقًا أن أغنية “Remember the Time” كُتبت خصيصًا لديانا، وهي نظرةٌ حزينةٌ إلى حبٍّ لم يكن ليكتمل.
في السر، كان إخلاص مايكل أكثر وضوحًا. في مزرعة نيفرلاند، احتفظ بغرفة صغيرة مليئة بصور وتذكارات روس، ملاذه السري الخاص.
الوصية: الوصية الأخيرة
ولعلّ الحدث الأبرز جاء بعد وفاة مايكل. ففي وصيته، عيّن ديانا روس وصيةً احتياطيةً على أطفاله الثلاثة، في حال عجزت والدتهم عن رعايتهم. ديانا ليست أخًا ولا صديقةً مقربة. يقول خبراء قانونيون إنّ هذا الاختيار شخصيٌّ للغاية، وهو دليلٌ على ثقةٍ عميقةٍ ومودةٍ عميقة.
يقول جون برانكا، محامي التركات: “لم تكن مجرد لفتة، بل كانت طريقة مايكل ليقول: أنتم عائلتي”.

صمت ديانا وحقيقتها في سن 81
لأكثر من خمسين عامًا، التزمت ديانا روس الصمتَ المُكرَّس. لم تُؤكِّد أو تُنفِّ الشائعات، مُفضِّلةً تركَ العالم يُفكِّر. لكن مع دخولها عقدها التاسع، تغيَّر شيءٌ ما.
في ظهيرة هادئة، محاطةً بعائلتها، تكلمت روس أخيرًا. قالت: “أحبني مايكل. أحبني حبًا يصعب وصفه. لم يكن أمرًا عابرًا، ولا خيالًا عابرًا. كان حبًا حقيقيًا”.
عندما سُئلت إن كانت قد أحبته يومًا، صمتت روس. “لقد اهتممت به بعمق، بكل ما يمكن أن يقدمه الإنسان للآخر. لكن أن أحبه كما أحبني، فهذا لا أجرؤ على الكذب عليه.”
كلماته البسيطة والعفوية اخترقت عقودًا من التكهنات. لم تكن قصة حب بالمعنى التقليدي، بل كانت شيئًا أندر: إخلاصٌ صامدٌ دون أن يُشبع، دون أن يُستشار، ولكنه لم يضعف.
إرث من المودة غير المعلنة
قصة مايكل جاكسون وديانا روس ليست قصة فضيحة، بل ألمٌ أبديٌّ ناجمٌ عن حبٍّ من طرف واحد. لم تُكتب بلفتاتٍ كبيرة، بل بأفعالٍ صغيرةٍ صامتة: اسمٌ في وصية، كلمات أغنية، نظرةٌ عابرةٌ عبر غرفةٍ مزدحمة.
في النهاية، ظلّ كلاهما لغزًا، وارتباطهما هشًّا جدًّا بحيث لا يستطيع العالم أن يراه. ولكن مع ظهور الحقيقة أخيرًا، يتضح: بعض قصص الحبّ حقيقية جدًّا، ومعقدة جدًّا، ومقدسة جدًّا بحيث يصعب فهمها تمامًا.
وربما كان هذا هو أفضل سر حمله مايكل جاكسون على الإطلاق، وهو الحب الذي لم يكن بحاجة إلى تسمية، والآن، أخيرًا، لم يعد بحاجة إلى الصمت.